Wednesday, January 14, 2009

أحـمـر...بـيـع الـأطــفـال


أحـمـر
...بـالـخـط الـعـريـض

برنامج اجتماعي يعرض على قناةLBC
يمس قضايا المجتمع
وأخر حلقة كانت تناقش الأطفال
زواج الاطفال, بيع الاطفال، عمالة الأطفال، العنف ضد الأطفال، أطفال الشهداء، نماذج وحالات يستضيفها البرنامج لتروي بنفسها معاناتها، لتنقل للرأي العام صورة واقعية يطالبون من خلالها حمايتهم.
ماشدني في هذه الحلقة كان بيع الأطفال. لقد قام البرنامج بعرض حالة محي الدين، وهو أب أردني لخمسة أطفال، أكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره. فقد عرض أولاده للبيع بأسعار مختلفة كل من على هوى عمره. وذلك خشية الدخول إلى السجن. وذلك لأن ابنه ضرب ابنة الجيران بعينها وهي بحاجة لعملية وعلى محي الدين دفع تكاليفها الذي لا يملك منها شيء. فبدأ عرض أولاده للبيع وهو مقتنع تماما بأنه حله الوحيد. وعندما تم سؤاله عن إن كانت نيته عن بيع اطفاله فعلية ام انها كانت بسبب الحاجة فكان جوابه بأنها فعلية. الحلقة تخللت اتصالات وتم عرض المساعدة المالية لمحي الدين ليدفع تكاليف العملية. وفي نهاية الحلقة اتصل رجل من كندا وعرض 50 الف دولار مقابل الأطفال الخمسة وسببه كان بأن هذا الرجل لايملك الابوة الكافية ليكون أب لهؤلاء الأطفال. وبعد هذه المكالمة قام صحفي كان موجود هناك بمداخلة حيث انه كان جاهزاً لشراء طفل من أولاد محي الدين بـ 20 الف دولار وإهدائه لصديقه المتزوج من 12 سنة وليس لديه أطفال.
بغض النظر عن عدم إنسانية محي الدين بنظري ولكن هناك بعض الاسئلة التي تجول في خاطري...

من أكثر إنسانية؟ أهو الأب الذي يبيع أولاده أم هم هؤلاء الذين يريدون أن يخلصو هؤلاء الأطفال من هذا الأب وذلك بشرائهم؟
إن واجهتك هذه المشكلة ماهو موقفك؟
ماهو شعورك إن كنت مكان ذلك الطفل المعرض للبيع؟
ماهي نظرتك للمجتمع الذي لم يحرك ساكناَ لأجلك؟ لوالدك الذي عرضك للبيع؟ للدولة التي لاتوفر أقل حقوقك؟
أتستطيع مسامحة والدك؟

1 comments:

سيمون جرجي said...

فتّوشة قلبي رتّوشي
أظنُّ أنّنا سبق وتداولنا بعضَ الآراء حول مسألة بيع الأطفال عموماً، ومسألة الأب الأردنيّ وأطفاله الخمسة خصوصاً... وقلتُ لكِ إنَّ أيّ أذى يلحق الطّفولة في عالم اللاحقوق يؤلمني حتّى الأعماق، ربّما لأنّي ما زلتُ أرى في الأطفال العالمَ الحقيقيّ، عالمَ السّلام والطّمأنينة والحُبّ بنقاء.
وبالعودة إلى الرواية التي نقلتِها لنا على صفحاتك هذه، نجدُ أنَّ أبَ الأطفالِ يناقضُ نفسَه بنفسِه، فهو قامَ بعرضِ أطفالِه للبيع خوفاً من دخول السّجن، ولأنّه لا يملك شيئاً لمساعدة عائلة الطفلة المصابة في عينها، لكنّه يقولُ رداً على أحد الأسئلة إنّه يبيع لا لحاجة بل عن سابق نيّة وقصد!!! كيفَ هذا، لا نعلم

أين مسؤوليّة الإنسان في الأبوّة؟
أين احترام الطّفل وحقوق الأطفال؟
أين واجب تأمين حقّ كلّ طفلٍ قبل الولادة وقبل الدّخول في عالم الأتعاب والآلام؟
هل نكتفي بقولنا إنها مسؤوليّة الأفراد؟
أين دور المجتمع في مؤسّساته وأنظمته التي تنظّم حقَّ كلَّ فردٍ من أفراده؟
كيفَ لرجلٍ يقول إنه لا يملك شيئاً أن ينجبَ خمسة أطفال؟
هل الغباء هو زينة المجتمعات الفقيرة؟
لكلّ هذا نستحقّ بجدارة أن يُطلقَ علينا اسمَ "العالم الثّالث" لا بل نحن الرابع والخامس إن وجدا
وبرغم هذه المشاهد والتساؤلات لا يسعني إلا أن أعبّر عن قرفي من ذاك الصّحافيّ القذر الذي يريدُ شراءَ أحد الأطفال الخمسة ليقدّمه هديّةً إلى
صديقه، يا لانحطاطِه!!!

هذا يا عزيزتي رتّوش أحد الأسباب التي تبقينا في مؤخّرة الحضارة والمدنيّة والأخلاق لا بل في مخلّفاتها التي لا تأكلها إلا ضباع الجثث وغربان الفساد

أتركك بسلام وإلى اللقاء في تدوينة أخرى