Friday, October 17, 2008

غـلـطـة حـكـيـم


بـسلام و أمل كانت أمّي تنظر الى عيني الطبيب و هو يخبرها بأن توقعاتها صحيحه و هي حامل و أغلب التوقع بأنها فتاه...فحملت دموع فرحتها وعادت بها الى البيت...لتخبر والدي الذي كان ينتظر بجانب تلك النافذة التي تطل على حديقة منزلنا ببال مشغول...يسمع طقة مفتاح ذلك الباب الخشبي... فينتفض عليها بسرعة البرق ليفتش عن تلك الابتسامة في جيوبها وبين خفايا ذلك الوجه المليئ بالدموع..ثم ابتسمت وبدأت تخبره بان الدرب الذي اختارو ان يمشوه سوية سوف يكلل قريبا بقدوم طفلتهما وانه سيصبح ابا وان هناك من سيناديه بابا بعد تسعة اشهر فقط...فيركع ويبدأ بمخاطبة بطنها...وكأنه يخاطب ابنته ويقول لها..."يا بابا عم استناكي لتجيني" فتحضتنه امراته وتخبره بكم هي يقينة بانه سيكون ذلك الاب المثالي لابنتهما...وانها فخورة باختياره ابا لابنتها...وباتو ينتظرو قدومها بفارغ الصبر فكلما زادت استدارة بطن الزوجة...زادت سعة المحبة في روح كلا من الولادين....يشعرهما برغبه أكبر باختصار الزمن فيزدادان حماسا لتجهيز كامل الامور و يبدأوو بتحضير غرفة ابنتهم , فقد جلبو لها سرير ملوّن في البداية..و خزانه صغيره في الشهر التالي واصبح السوق بيتهم الثاني وخاصة مع اقتراب موعد ولادة الزوجة....ويأتي اخيرا ذلك اليوم المنشود...انها الواحدة في منتصف الليل...تبدأ تلك الزوجة بمصارعة الامها.. يحملها زوجها مسرعا الى المشفى... جلس معها يشجعها في غرفة الولادة.. يمسك يدها ويقول لزوجته "يلا هانت حبيبتي شوي وبتجي اللي النا شهور عم نستناها" لم تمض خمس دقائق بعد قوله ذلك حتى يمسك الطبيب بملقط ويبدأ بسحب طفلة انتظارهما...لم تمضى ثواني حتى تسمع الام وكذلك الاب الصرخة الاولى لطفلتهما...وهم في وسط دموعهمها ينظرون على ابنتهم وينتظرون ان يحملوها للمرة الاولى...ياتي صوت الطبيب مفاجا "مبسوطين ماهيك... اي حضري حالك في ولد تاني" فتصيبهمها الدهشة لبرهة...فمكن كان يتوقع بان فرحتهما كانت لتصبح اضعافا فقط بهذه السرعة... سيصبح لديهما توأم...ولم تمضي ثلاث دقائق حتى تصرخ ابنتهما الثانية صرختها الاولى...و مع مرور الايام بدأت الام تلحظ اختلاف بين ابنتيها.. كانت الصغرى تنمو وتلعب وتبكي طوال الوقت..بينما الكبرى تبقى هادئة ولاتتحرك وكانها ليست فردا من هذا العالم...بدأت الشكوك تساور قلب هذين الابوين...وبدأت رحلتهم مع الاطباء ليعرفو سر هذا الغموض في نمو طفلتهم...وبعد عرضها على عدة اطباء...والتنقل بها لاكثر من دولة متحضرة العلم.. اجمع جميع الاطباء بانها تعاني من ضمور في دماغهها وهذا سببه ضغط تعرضت له عندما كانت ضمن ساعات الولادة...وبعد تلاث سنوات من العذاب لكلا الوالدين والطفلة...بدأت تلك الطفلة بفقدان املها في هذه الحياة مودعة امها لتريحهها من هم عذابها...وسلمت روحها للموت.. و لكن ما لا تعرفه هي و ما لا يعرفه الطبيب هو أن أمي ماذالت تغسل ثياب طفلتها تلك بدموعها كلّ ليله ...وتدعى لله بان يسامح ذلك الطبيب على فعلته.... ولا تعرف بان لديها الان ثلاث اخوات...ينظرون الى صورتها المعلقة على الجدار كل يوم...ويعيشون بغصة في حلقهم... كلما انذكر اسمها...
بألم وبعض الدموع استطعت ان اسرد لكم هذه القصة التي تعتبر واحدة من المئات ولربما الالاف مما يحصل في البيوت التي تبكي أطفالها بصمت....وهنا يراودني سؤال اتوجه به الى الاطباء...هـل تنام هادئا ايها الطبيب و أنـت تتبنى البراءه من فعلتك بـقتل طفله بأخطاءك .. أم انك مثل أمّي مازلت تبكي غيابها في كلّ مساء ؟

نامي ولاتنامي ياصغيرة الربيع
نامي بالسلامة قبل الدنيي ماتضيع
نامي ولاتنامي ع مخدة السلامة
ع جوانح الحمامة ياصغيرة الربيع

1 comments:

Reemi said...

you left me speechless