Thursday, October 30, 2008

بين فيروز و والدي اغنية وداع



مازلت اذكر تلك البسمة التي ارتسمت على وجه والدي عندما راني جالسة في مكتب المفقودات ابلغ عن حقائبي المفقودة....مازالت كلماته الاولى محفورة بذاكرتي وهو يقول لي بان لااقلق واني ساستلم حقائبي قريبا...كنت انتظر بشوق اللحظة التي سارتمي بها بين ذراعيه...ها انا اخيرا معه...ولكني قريبا جدا هاتين اليدين ستسافرا عني من جديد...لن اجعل شعور حزني يتغلب عليي الان...ليس الان وليس مجددا وليس عند سماع ذات الاغنية:
وبواب بواب
شي غرب شي صحاب
وشي مسكر وناطر تيرجعو الغياب
هي نفس الكلمات مازالت تتردد بذاكرتي كلما عادت بي الذاكرة لتلك اللحظة وانا اغلق الباب الخلفي للسيارة على حقيبة يدي...عندما وضع والدي يده على كتفي بعد ان امتلات عيناه بالدموع وقال لي بتصميم: ستفتح يوما تلك الابواب. لم افهم حقا ماكان يقصد بكلامه.. فدخلنا السيارة وبدا يخبرني بان تلك الابواب سوف تنفتح عن قريب... وبدأ يحدثني من خوفه من سماعها.. ومن خوفه من باب غرفتي المغلق...لم اكن قادرة على البوح باي كلمة...فرغم سعادتي الفائقة بوجودي معه رغم تلك"الغصة" التي ملئت صدري...وعندما مالاحظ ابي بذلك...قام بتغيير الاغنية... وبدا هو بالغناء...لم يكن يعلم بان كلماته قد انحفرت في ذاكرتي....وبانني لهذه اللحظة في كل مرة اسمع بها تلك الاغنية اشعر بنفس الشعور الذي غمرني وهو يقول كلماته...كنت مازلت غارقة بافكاري عندما قاطعني صوته وهو يقول لي اسمعي هذا المقطع اهديه لك..وتابع غنائه...لم اكن واعية لما يغنيه لانني مازلت غارقة بافكاري... ولكن ذلك المقطع اصبح جزء لايتجزء من حياتي اليومية...فقد اصبح صلاتي اليومية.. حيث انه الدعاء اليومي الذي يدعيه والدي...انه اخر ماسمعت وانا اغلق باب غرفتي مجددا...
ياماشية عالدرب الله معك الله
امشي ولاتفزعي وحاميكي بعون الله
ومن الموت مابكفلك والموت من الله
وفرسان ماتدحمك واحد وأنا حيا




1 comments:

سوري said...

ريتا كل ما بجي وقرر انو سافر مدري كيف بتفركش بكل قصة مشان توقفني وترجعني لنقطة الصفر ومع انها بنفس اوقت بتححسني باحساس الغربة وانا بقلب الوطن ريتا الله معك والله يحميكي كتير حلو
زين