Monday, December 1, 2008

يـابـحـر

اعتدت من صغري بأن احفظ لكل شيء خصوصيته، وكان للبحر حصته من هذه الخصوصية مثله مثل اي شيء اخر. فذلك البحر الذي يأخذ الحيز الأكبر من الفرحة التي كانت تنتابني عندما كنت صغيرة، قد ازدادت هذه الفرحة وازداد الحنين بازدياد عمري الذي كلما كبرت بالسن كلما زاد بعدي عنه. في إحدى زيارتي للشاطئ الصيف الماضي، جلست أتأمل تلك الأفق التي تخبئ خلفها ماكان ينتظرني بعد أشهر قليلة. ومن خلال تأملي لذلك الأفق ولذلك الشاطئ، بدأت أيقن بأن هذه المياه المتجمعة امامي ماهي الا انسان غامض متجسد على هيئة بحر. ذلك الأفق البعيدة والصغيرة لمرآنا ولكن بمجرد الاقتراب منها تنفتح كالكتاب لترى ماتريد. أنه ذلك الانسان المزاجي المتقلب فتارة ماتراه هادئ وسرعان مايتغير مزاجه ليصبح العصبي المجنون المدمر لما حوله. هو الذي يقف مع نفسه كل يوم ليخرج مافي داخله اثناء الليل ليمحي ماحدث ويبدأ بيوم جديد مع بزوغ الشمس. حتى رماله التي تتسابق الامواج لتلامسها وتمحي دعسات من مر فوقها، هي كالكثير من مواقفنا التي تمحيها الايام بمجرد ماان ندير لها ظهرنا. الأن ياايها هالبحر الذي تقف مابيني وبين من اشتاق وبماانك تساوينا في الكثير من صفاتنا البشرية فهل لك بان توصل مايحمله قلبي لمحبيه؟

1 comments:

سيمون جرجي said...

رتّوشي الغايبة البعيدة
رح أختصر ورح أحكي عامّي أحسن ما تنشري عرضي هون (مدّة لسان شي متر).
مشاعرك كتيرة وكل مَلَّت جسدك الصغير، يعني أحياناً بقول الله يعينك كيف عم تشيليها من كترتها! بس الحلو فيك هالإيمان والثقة الكبيرين، أنا بحسدك عليهن...
بتمنالك كل حب وخير وسلام.
لا تتأخري علينا (بوسة) ووراها دغري (بس يا ولد)+(شد شعر)+(كف منيح على كيف كيفك).